تواجه حديقة الأنهار الجليدية الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر التحديات البيئية في عصرنا الحديث: ذوبان الأنهار الجليدية نتيجة تغير المناخ. بعد مرور أكثر من عقد من الزمن على وضع علامات تحذيرية تشير إلى أن هذه الأنهار قد تختفي بحلول عام 2020، قررت الحديقة تغيير هذه العلامات لتحديث المعلومات، حيث أن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن الأنهار الجليدية ستختفي تمامًا بحلول عام 2030.

منذ نهاية العصر الجليدي الصغير في حوالي عام 1850، بدأت الأنهار الجليدية في الحديقة في الانكماش بشكل ملحوظ. وفقًا لدراسات أجراها المسح الجيولوجي الأمريكي، فإن الحديقة تعاني من ارتفاع درجات الحرارة بمعدل ضعف المعدل العالمي. هذا يعني أن زوار الحديقة يمكن أن يشعروا بتأثيرات تغير المناخ بشكل مباشر، مثل الحرائق والغبار.

تؤدي ظاهرة تغير المناخ إلى تزايد شدة الحرائق وزيادة عدد الأيام الحارة. في عام 2020، واجهت منطقة ويست غلاسيير 11 يومًا من درجات الحرارة التي تجاوزت 90 درجة فهرنهايت، مما جعلها تشكل خطرًا على المتنزهين. بالإضافة إلى ذلك، تؤدي الحرائق المتكررة إلى إغلاق أجزاء من الحديقة، مما يؤثر على تجربة الزوار.

لا يقتصر تأثير تغير المناخ على الأنهار الجليدية فقط، بل يمتد أيضًا إلى الحياة البرية في الحديقة. الأنواع مثل الماعز الجبلي والبط البري تتعرض لضغوط متزايدة نتيجة فقدان موائلها الطبيعية. إن انكماش الثلوج والأنهار الجليدية يقلل من الموارد المتاحة لهذه الأنواع، مما يجعلها أكثر عرضة للخطر.

تواجه إدارة الحديقة تحديات مالية تمنعها من تحديث العلامات في الوقت المناسب. لكن وفقًا لمتحدثة الحديقة، جينا كورتزمان، فإن الحديقة في انتظار تفويض الميزانية لتحديث العلامات في موقعين آخرين. هذه الجهود تسلط الضوء على أهمية زيادة الوعي العام حول تغير المناخ.

بينما تواصل الحديقة مواجهة تحديات تغير المناخ، فإنها تسعى أيضًا إلى اتخاذ خطوات للحد من انبعاثات الكربون. تعزيز الطاقة الشمسية والمائية هي بعض من الحلول التي تم تنفيذها لتقليل الأثر البيئي.

تعد حديقة الأنهار الجليدية الوطنية مثالًا صارخًا على تأثير تغير المناخ على البيئة. من الضروري أن نكون واعين لهذه التغيرات وأن ندعم الجهود الرامية إلى حماية هذه المعالم الطبيعية الفريدة. كلما زاد اهتمامنا، زادت فرصتنا في الحفاظ على هذه الأنظمة البيئية للأجيال القادمة.